"
[ دروس فقهيات ]
..
المقدمة في تطبيق line
من إعداد وتقديم الأخت :
أم عمــر
[ الدرس الأول ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء عامر بذكر الله ومحبته
أشكر مجموعة هذه سبيلي على استضافتهم
ودعوتهم لي لإقامة هذه الدروس أسأل المولى أن يجعله في ميزان حسناتهم ويبارك في جهدهم وعملهم .."
قبل البدء أحبتي :
نُذكر بفضل مجالس الذكر وهي مجالس الملائكة ، فإنه ليس من مجالس الدنيا مجلس إلا مجلس يذكر الله تعالى فيه , كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة فضلاً , يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر , فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا : هلموا إلى حاجتكم , قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا , قال : فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم : مايقول عبادي ؟
قال : يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال : فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا والله مارأوك , قال فيقول : كيف لو رأوني : قال : فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة , وأشد لك تحميداً وتمجيداً , وأكثر لك تسبيحاً , قال : فيقول : مايسألوني؟
قال : يسألونك الجنة , قال: فيقول: هل رأوها , قال : فيقولون :لا والله يارب ما رأوها, قال : فيقول : فكيف لوأنهم رأوها ؟ قال: يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا , وأشدلها طلباً , وأعظم فيها رغبة , قال: فيقول : فمما يتعوذون ؟ قال : من النار , قال : يقول : وهل رأوها ؟
قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً , وأشد لها مخافة , قال : يقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم , إنما جاء لحاجة , قال : هم الجلساء لايشقى بهم جليسهم "
رواه البخاري .
أسال الله أن يجعلنا من أهلها.
أحبتي في الله :
لما رأينا من أخطاء ومنهيات يحزن لها القلب من أمهاتنا وكذا من أخواتنا في أمور قد لا يعذر فيها جاهل وخصوصاً في وقتنا مع توفر الكثير من وسائل العلم ، كان هذا العمل وهو عبارة عن دورس وشروح مبسطة مدعومة بصور توضيحية لأُمهاتنا وأيضاً أخواتنا أسال الله أن ينفع به .. وقد اجتهدنا أن يكون سهلا ميسراً حتى يُفهم من الجميع .
أولاً :
نبدأ بإذن الله تعالى بـ (باب الطهارة) ،
وتحديداً ( الوضوء ) من أجل التبسيط وإلا فباب الطهارة واسع .
..
( صفه الوضوء )
* إذا أراد المسلم أن يتوضأ فإنه ينوي الوضوء بقلبه ثم يقول : ( بسم الله ) وإذا نسي أن يسمي فلا شيء عليه لأن التسمية سنة وليست بواجبة .
* ثم يُسن أن يغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يبدأ وضوءه .
* ثم يتمضمض ، أي : يدير الماء في فمه ، ثم يخرجه .
* ثم يستنشق ، أي يجذب الماء بنَفَسٍ من أنفه ، ثم يستنثر ، أي يخرجه من أنفه .
* ويُستحب أن يُبَالغ في الاستنشاق ( أي يستنشق بقوة ) إلا إذا كان صائماً ، فإنه لا يُبالغ ، خشية أن يدخل الماء إلى جوفه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً "
* ثم يغسل وجهه ، وحدُّ الوجه طولاً : من منابت شعر الرأس ، إلى ما انحدر من اللحيين والذقنين ، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً .
بالنسبه للرجال : الشعر الذي في الوجه إن كان خفيفاً فيجب غسله وما تحته من البشرة ، وإن كان كثيفاً وجب غسل ظاهره ، لكن يُستحب تخليل الشعر الكثيف ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته في الوضوء .
* ثم يغسل يديه مع المرفقين ، لقوله تعالى { وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ } .
* ثم يمسح رأسه مع الأذنين مرة واحدة ، ويبدأ من مقدمة رأسه ثم يذهب بيديه إلى مؤخرة رأسه ثم يعود إلى مقدمة رأسه مرة أخرى، ثم يمسح أذنيه بما بقي على يديه من ماء الرأس .
..
وهنا مسأله يجب التنويه لها وهي كيفية المسح على الرأس بالنسبه للنساء
قال سعيد بن المسيب : المرأة بِمَنْزِلة الرجل تمسح على رأسها .
وليست المرأة مأمورة بأن تمسح شعرها إلى مُنتهاه ، فإنه لو أريد هذا لقيل امسحوا بشعوركم ، وإنما جاء الأمر في كتاب الله :{ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } .
وجاءت السنة ببيان هذا المسح فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه ، ولم يُنقل – فيما أعلم – أنه صلى الله عليه وسلم مسح على شعره إلى مُنتهاه ، مع أنه عليه الصلاة والسلام كان له شعر ربما ضَرَب على منكبيه .
* والخلاصة أن الذي يُمسح عليه هو ظاهر الرأس ، فلا تُكلّف المرأة أن تمسح الشعر إلى منتهاه .
وأنه يجوز للمرأة والرجل أن يكون ابتداء المسح من منتصف الرأس ، فيُمسح باليد اليمنى على يمين الرأس ، وباليد اليسرى على يسار الرأس ، ويُمسح مُقدَّم الرأس إلى الأمام ، ومؤخّر الرأس إلى الخلف إلى أن يبلغ القفا ، وهو منتهى الرأس من الخلف .
ولا يُكلّف الرجل ولا المرأة أن يُوصِل الماء إلى أصول الشعر في الوضوء ، وإنما المسح على ظاهر الشعر ،وإنما يجب إيصال الماء إلى أصول الشعر في حال الغُسْل .
* ثم يغسل رجليه مع الكعبين ، لقوله تعالى { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } والكعبان هما العظمان البارزان في أسفل الساق ويجب غسلهما مع الرجل .
* ثم يقول بعد فراغه من الوضوء :" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين "
* يجب على المتوضئ أن يغسل أعضاءه بتتابع ، فلا يؤخر غسل عضو منها حتى ينشف الذي قبله .
* يباح أن يُنشف المتوضئ أعضاءه بعد الوضوء .
- وهذا أيضاً يبين صفة الوضوء ويوضح أهمية استشعاره
وقبل الختام أحبتي في الله نتناول خطأً شائعاً يكثر عند البعض :
"وهو اعتقاد أنه لا بد من الإستنجاء عند كل وضوء"
ولا يشترط للوضوء أن يغسل المسلم فرجه ، لأن غسل الفرج ( القُبُل أو الدُبُر ) يكون بعد البول أو الغائط ،
الإستنجاء إنما يجب لإزالة الخارج النجس من القبل أو الدبر ، فإذا استنجى المسلم بعد قضاء حاجته وأزال النجاسة على الوجه المأمور به شرعا ، ثم أراد الوضوء فإنه يتوضأ دون أن يعيد الاستنجاء .
وقد بين الشيخ صالح الفوزان هذه المسألة فقال في الملخص الفقهي : وهنا أمر يجب التنبيه عليه ، وهو أن بعض العوام يظن أن الاستنجاء من الوضوء ، فإذا أراد أن يتوضأ ؛ بدأ بالاستنجاء ، ولو كان قد استنجى سابقا بعد قضاء الحاجة ، وهذا خطأ ؛ لأن الاستنجاء ليس من الوضوء ، ومحله بعد الفراغ من قضاء الحاجة ، ولا داعي لتكراره من غير وجود موجبه وهو قضاء الحاجة وتلوث المخرج بالنجاسة .
والله أعلم .
أسأل الله أن ينفعنا بماعلمنا ويعلمنا ماينفعنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق