-
وقفات مع القرآن 🌱
•• وقفة تدبر -
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾فصلت
أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
الظاهر أن الله سبحانه وتعالى يقول: أفمن يُلقى في النار خيرٌ أمن يدخل الجنَّة أيهما أفضل ؟ فربنا سبحانه وتعالى عَدَلَ عن قوله أمن يدخل الجنَّة إلى قوله:
﴿ أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً ﴾
المؤمن يأتي يوم القيامة آمنًا:
عبّر الله عن الجنَّة بكلمةٍ أخرى، أن تأتي يوم القيامة آمناً، لأن الله سبحانه وتعالى سمَّى يوم القيامة يوم الفزع الأكبر، فحينما يفزع الناس جميعاً لأنهم ما عرفوا ربهم في الدنيا، واقترفوا من السيئات ما لا يعد ولا يحصى، حينما يأتون يوم القيامة آمنين فهذه جنَّةٌ لا تعدلها جنَّة، وإذا خاف الناس كثيراً، واضطربوا، وكنت أنت أيها
المؤمن آمناً، فهذا عطاءٌ لا يقدَّر بثمن..
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)﴾
( سورة الحج )
ففي يوم الفزع الأكبر المؤمن يأتي آمناً يوم القيامة، أي هل من سعادةٍ تفوق أن تكون أيها المؤمن آمناً يوم الفزع الأكبر ؟ يوم ينخلع قلب الناس خوفاُ وإشفاقاً من عذابٍ أليم، ويأتي المؤمن آمناً يوم القيامة، أي هل يستوي إنسان سوف يُلقى في النار ؛ وإنسان سيأتي يوم القيامة آمناً ليدخل الجنَّة ؟
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾
﴿ لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾
: أي أنه يعلم ما يفعلون،
﴿ أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ ﴾
هذا ما أكَّده الإمام الغزالي حينما خاطب نفسه فقال لها: " يا نفس، لو أن طبيباً منعكِ من أكلةٍ تحبينها لاشكَّ أنكِ تمتنعين، أيكون الطبيب أصدق عندكِ من الله ؟ إذاً ما أكفركِ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندكِ من وعيد الله ؟ إذاً ما أجهلكِ ".
ثم يقول الله عزَّ وجل:
﴿ أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ ﴾
أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ
موازنةٌ بين حالتين متضادتين:
هذا استفهام تقريري، ومعنى كونه تقريريا أي: أن من يلقى في النار لا يستوي مع من يأتي يوم القيامة آمناً، هذا معنى الاستفهام التقريري، من يلقى في النار لا يستوي أبداً مع من يأتي يوم القيامة آمناً، وهذا المعنى تؤكِّده آياتٌ كثيرة..
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ﴾
( سورة السجدة: من الآية 18 )
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
( سورة الجاثية: من الآية 21 )
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ .ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(36) ﴾
( سورة القلم )
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61) ﴾
( سورة القصص )
يتبع >>
🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق