وقفات مع القرآن 🌱
•• وقفة تدبر..
﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) ﴾ (سورة الزخرف)
الخلة هي الصداقة الحميمة، والصداقة الحميمة أو الخلة تُبنى على دعامتين: إما على طاعة الله، وإما على معصية الله، فإذا بنيت على معصية الله فأساسها أمران: إما المصالح، وإما الشهوات، وعلى كلٍ فأية خلة، وأية صداقة، وأية علاقة تبنى على معصية أو على مصلحة كل منهما يُلقي اللوم على الطرف الآخر، ويظن أن الطرف الآخر هو السبب في هذا الشقاء الذي وصل إليه.
أما خلة المؤمنين فالعلاقة بينهم قائمة على الأخوة الصادقة، هذه أخوة متنامية، ويزداد نماؤها بعد الموت، لذلك ربنا عز وجل قال:﴿ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ(47) ﴾ (سورة الحجر)
فهؤلاء المؤمنون بينهم مودة ومحبة، هذه المودة والمحبة تتنامى، حتى إن هذا النماء يتطور إلى الدار الآخرة، فلذلك من بعض ما يسعد المؤمن في الجنة أن يلتقي مع أخيه المؤمن، مما يسعد المؤمن في الجنة المودة التي كانت قائمة بينه وبين المؤمنين في الدنيا واستمرت.
الخلة بين غير المؤمنين تدوم ما دامت المصلحة قائمة:
الحقيقة أن هذه الخلة بين غير المؤمنين قائمة، مادامت المصلحة قائمة هناك علاقة، فإذا زالت هذه المصلحة زالت تلك العلاقة، هذه الخلة وتلك المودة الظاهرة، أو هذه الصداقة تدوم مادامت هذه المصلحة، تدوم مادامت هذه الشهوة التي تجمع بين الخِلين، إلا أنها إذا انقطعت هذه الشهوة لسبب أو لآخر وزالت تلك المصلحة لسبب أو لآخر تلاشت هذه المودة، وأصبحت عداوة لأن الثمن الباهظ الذي يدفعه كلا الطرفين يعزوه كل منهما إلى الطرف الآخر.
والله سبحانه وتعالى ؛ يسأل العبد عن صحبه، فليس هناك علاقة في الأرض أشرف من العلاقة بين مؤمنين، وما من علاقة أدوم من علاقة بين مؤمنين، وما من علاقة أكثر نماءً من علاقة بين مؤمنين، والأيام لا تزيد هذه العلاقات إلا متانة، ولا تزيد الصلات بين المؤمنين إلا وثوقاً ومحبة، وربنا سبحانه وتعالى في آية أخرى يقول:
﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ(24) ﴾ (سورة ص)
🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق