وقفات مع القرآن 🌱💧
•• وقفة تدبر -
﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
سورة طه
ومع أن الإنسان في الدنيا مُبْتَلى ، وهو في الدنيا صاحب إرادةٍ حُرَّة ، لكن الله سبحانه وتعالى نَصَبَ الآيات ، فكل شيءٍ ينطق بحمده ، وكل شيءٍ دالٌ عليه ، ومع ذلك ..
﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
والله الذي لا إله إلا هو لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكَفَتْ ، فكلنا جميعاً هذه الآية تَبُثُّ في قلوبنا الطمأنينة ، فإذا اتبعت هُدى الله في كل شيء لا تضلُّ ولا تشقى ، ولا يضلُّ عقلك ولا تشقى نفسك ، بل تسعد ، وترقى ، وتنجح ، وتتفوَّق ، وتفلح ، وتحقِّق الهدف مِن خلقك على وجه الأرض ..
اتباع الهدى نفي للضلال والشقاء :
طمأنينة عقليَّة ، وهذا الذي لم يعرف الحق فيه خلل ، وعنده اختلال توازن ، وقلق ، وهذا الذي يعتقده لا يطمئن إليه ، دائماً في حالة غليان ، أو قلق ، أو خوف ، لكنَّ الذي اعتقد ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فجاءت عقيدته مطابقةً لهدي الله عزَّ وجل ، يطمئنُّ عقله أنه على حق ، وكم من البشر من سار في دربٍ ثم اكتشف في نهاية المطاف أنه طريقٌ غير صحيح ! وكم من إنسانٍ ظنَّ أن هذا الشيء هو كل شيء ، وفي نهاية الحياة عرف أنه شيءٌ يسير لا قيمة له ! ضيّع من أجله حياته ، ولذلك فخيبة الأمل في خريف العمر شيءٌ لا يُحتمل ، تكون قد أمضيت أربعين عاماً من حياتك في طريقٍ غير صحيح ، تسعى للمال والمال عَرضٌ زائل ، وتسـعى لاقتناص اللذَّة ، واللذَّة مُنقطعةٌ بالموت ، ولذلك :
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
وهنيئاً لمن وافق سلوكه الهُدَى الربَّاني ، في زواجه ، وبيعه ، وشرائه ، وعقيدته ، ومعاملاته ، وعلاقاته ، ومشاعره ، وعواطفه ، ومن جاءت أحواله ، وأقواله وأفعاله مطابقةً لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فقد اطمأن عقله إلى أنه على الحق ، وأحياناً الإنسان يُفَسِّر حادثة ، فإذا كان تفسيره مطابقاً للواقع ترتاح نفسه ، فإذا اكتشف أن هذا التفسير غير صحيح يحتقر نفسه ، ويحتقر عقله ..
🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق