وقفات مع القرآن 🌱☁️
•• وقفة تدبر..
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ )
هذا السؤال أيها الإخوة لو سألت أي إنسان: من الذي خلق الكون ؟ لأجابك إجابة عفوية: الله سبحانه وتعالى ! كأن الله عز وجل من خلال هذه الآية يبين التناقض الفكري الذي يقع فيه الكفار، هم من جهة يؤمنون أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السماوات والأرض، ومعنى خَلَقَ السماوات والأرض أي أن الأحوال التي تكون عليها الأرض بيد الله.
إذاً: الأمطار بيد الله، إنبات النبات بيد الله، الينابيع بيد الله، تكثير الحيوانات الأهلية بيد الله، أي الرزق بيد الله، والإنسان في أكثر اهتماماته معني بوجوده ورزقه، فإذا كان وجودك بيد الله، ورزقك بيد الله، فإلى أين تذهب ؟ كيف تنصرف عن الله إلى ما سواه؟ هذا سؤال كبير جداً.
إذا كان هناك واحد من أهل الدنيا يقر أن هناك إلهاً غير الله، هنا نناقشه، أما إذا كان كل إنسان يجيب إجابة عفوية على الفطرة أن الله هو الخالق، وهو الرب وهو المسيّر، خلق الكون وخلق الأرض، ومن لوازم الخلق خلق الأمطار، وأنبت النبات، وجعل هذا الجو، خلق الهواء، وخلق الماء، كل هذا الذي نحن نستعين به، أو تقوم عليه حياتنا إنما هو بيد الله.
فإذا آمن الإنسان أن الله هو الخالق، وهو المربي، وهو المسيّر، وأن الإنسان قائم في وجوده على فعل الله عز وجل، فإلى أين يذهب ؟ مَن يعبد ؟ ، وُجودك ورزقك بيد الله عز وجل، إلى أين تذهب ؟ إلى أين تنصرف ؟ أيةَ جهة تعبد ؟ هل من جهة في الكون كله مؤهلة أن تعبدها إلا الله عز وجل ؟ ولئن سألتَ هؤلاء الكفار المعرضين المكذبين، هؤلاء الذين ردوا دعوتك هؤلاء الذين سخروا من هذه الدعوة:
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾
عظمةُ القدرةِ: وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ
لو أن الشمس انطفأت فجأة لأصبحت الأرض قبراً جليدياً ! لأصبحت الحرارة على الأرض ثلاثمئة وخمسين درجة تحت الصفر ! انتهت الحياة.
إذاً: ربنا عز وجل جعل هذه الشمس ضياءً لنا، ودفئًا لنا، وجعلها تنظيماً لحياتنا، وجعلها تعقيماً لها، لها وظائف صحية معقِمة، وهي تضيء لنا، وتدفئنا، وتنظم حياتنا.
طبعاً عن طريق الشمس، ودورة الأرض حول الشمس يكون الليل والنهار، نعلم عندئذٍ عدد السنين والحساب.
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾
الشمس مسخرة، والقمر مسخر، والكون كله مسخر لهذا الإنسان ! من باب أولى أن المسخَّر له أكرم من المُسَخَّرْ، فأنت أيها الإنسان سُخِرت لك السماوات والأرض، فأنت موجود في الدنيا لمهمة خطيرة، أَعَرفْت هذه المهمة ؟ إن لم تعرفها فالندامة عظيمة !
لا قيمة لإيمانٍ لا تؤكده أعمال صالحة:
إذا آمنت بالله فما قيمة هذا الإيمان إن لم تؤكده الأعمال ؟ ما قيمة هذا الإيمان إن لم تترك هذا الشيء امتثالاً لأمر الله ؟ وإن لم تفعل هذا الشيء تنفيذاً لأمر الله، وإن لم تصل هذا الإنسان رغبة بما عند الله، تصل وتقطع، وتغضب وترضى، وتعطي وتمنع، وتأتمر وتنتهي، هذه من لوازم الإيمان بالله عز وجل، فمن لم يكن له عمل يجسِّد إيمانه بالله عز وجل فما قيمة هذا الإيمان ؟ ماذا فعلت أنت ؟ إذا كانت الشمس ساطعة، وقلت: إنها ساطعة، ماذا أضفت ؟ لو أنك قلت: إنها ليست ساطعة، لكن هي ساطعة، وإذا قلت: هي ساطعة، فهي ساطعة، ماذا فعلت ؟ لم تفعل شيئاً إن لم تأخذ موقفاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق