الجمعة، 4 أبريل 2014

شرح أسماء الله الحسنى

📝 شرح أسماء الله الحسنى ~||


- الحَفِيظُ
قال اللَّه تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ
حَفِيظٌ} «للحفيظ» معنيان:
المعنى الأول: أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية؛ فإن علمه محيط بجميع أعمالهم ظاهرها وباطنها، وقد كتب ذلك في اللوح المحفوظ، ووكَّل بالعباد ملائكة كراماً كاتبين «يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ» ، فهذا المعنى من حفظه يقتضي إحاطة علم اللَّه بأحوال العباد كلها ظاهرها وباطنها وكتابتها في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي في أيدي الملائكة، وعلمه بمقاديرها، وكمالها، ونقصها، ومقادير جزائها في الثواب والعقاب ثم مجازاته عليها بفضله وعدله.
والمعنى الثاني: من معنيي «الحفيظ» أنه تعالى  الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون، وحفظه لخلقه نوعان: عام، وخاص.
النوع الأول: حفظه العام لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها ويحفظه بنيتها، وتمشي إلى هدايته وإلى مصالحها بإرشاده وهدايته العامة التي قال عنها: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}، أي هدى كل مخلوق إلى ما قدّر له، وقضى له من ضروراته وحاجاته، كالهداية للمأكل والمشرب والمنكح، والسعي في أسباب ذلك، وكدفعه عنهم أصناف المكاره والمضارّ، وهذا يشترك فيه البرّ والفاجر، بل الحيوانات وغيرها، فهو الذي يحفظ السموات والأرض أن تزولا، ويحفظ الخلائق بنعمه، وقد وكّل بالآدمي حفظةً من الملائكة الكرام يحفظونه من أمر اللَّه، أي يدفعون عنه كل ما يضرّه مما هو بصدد أن يضرّه لولا حفظ اللَّه.
والنوع الثاني: حفظه الخاص لأوليائه سوى ما تقدم، يحفظهم عما يضرّ إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشُّبَهِ والفتن والشهوات، فيعافيهم منها ويخرجهم منها بسلامة وحفظ وعافية، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس، فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيدهم، قال اللَّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} ، وهذا عام في دفع جميع ما يضرّهم في دينهم ودنياهم، فعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة اللَّه عنه بلطفه، وفي الحديث: «احفظ اللَّه يحفظك» ، أي احفظ أوامره بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم تعدّيها، يحفظك في نفسك، ودينك، ومالك، وولدك، وفي جميع ما آتاك اللَّه من فضله .(١)



📕 كتاب : "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"
سعيد بن علي بن وهب القحطاني

🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية 

..

شرح أسماء الله الحسنى

📝 شرح أسماء الله الحسنى ~||


- التَّوَّابُ
قال اللَّه تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (٢).
«التَّوَّابُ» الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين، فكل من تاب إلى اللَّه توبة نصوحاً، تاب اللَّه عليه.
فهو التائب على التائبين: أولاً بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه. وهو التائب عليهم بعد توبتهم، قبولاً لها، وعفواً عن خطاياهم.
وعلى هذا تكون توبته على عبده نوعين:
أحدهما: يُوقع في قلب عبده التوبة إليه والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصي، والندم على فعلها، والعزم على أن لا يعود إليها. واستبدالها بعمل صالح.
والثاني: توبته على عبده بقبولها وإجابتها ومحو الذنوب بها؛ فإن التوبة النصوح تجبّ ما قبلها (١).
قال اللَّه تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} (٢).


📕 كتاب : "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"
سعيد بن علي بن وهب القحطاني

🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية 

..

وقفات مع القـرآن 🌱

وقفات مع القرآن 🌱
 
•• وقفة تدبر - 
   قال تعالى:
﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالحآ  )  
 إذاً التوبة من لوازمها الإيمان والعمل الصالح.
 قال تعالى:
﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  70) ﴾
( سورة الفرقان)
 أوجه ما في هذه الآية تبديل السيئات حسنات في الدنيا، فخذ إنساناً وهو جاهل قبل أن يؤمن، قبل أن يعرف الله عزَّ وجل، هذا الإنسان منحرف في أخلاقه، نظرته إلى النساء، لسانه في الغيبة والنميمة وقول الزور والبهتان والإفك والاستهزاء والفُحش والكذب، يده تبطش، عينه تزني، أذنه تزني، هذا الإنسان يأكل مال الناس بالباطل، يستعلي عليهم، هذه كلُّها سيِّئات، هو نفسه لو أنه عرف الله عزَّ وجل وتاب إليه توبةً نصوح، واستقام على أمره، يصبح متواضعاً، يصبح عفيفاً، يصبح وقَّافاً عند كتاب الله، يجعل دخله حلالاً، يضبط لسانه، كان يقسو على زوجته فأصبح رحيماً بها، كان يقسو على زبائنه فأصبح رحيماً بهم، كان يستعلي على من هو دونه، فأصبح يتواضع له، إذاً كل موقف سيئ في الجاهلية، بعد أن عرف الله واستقام على أمره وتاب توبةً نصوحاً، أصبح هذا الموقف حسنةً بعد الإيمان.
 أما من يتوهم أن السيئات تنقلب إلى حسنات وأن الإنسان يوم القيامة يقول: يا ليتني أكثرت من السيئات لأنها أصبحت حسنات، هذا المعنى لا يستقيم، لكنه في الدنيا حينما يتوب إلى الله عزَّ وجل توبةً نصوحاً يبدل الله سيئاته حسنات، أي يهذب مشاعره، ويسمو قلبه، تسمو نفسه، تسمو أعضاؤه، يستقيم لسانه، تستقيم جوارحه، يطهر قلبه، يصبح عفيفاً، متجملاً، صبوراً، حليماً، متواضعاً، كل سيئاته من كبر، من استعلاء، من فحش، من بذاءة، من غيبة، من نميمة، من أكل مال بالحرام، كل هذه السيئات تنقلب إلى حسنات.
﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) ﴾
لن تكون توبتك صحيحةً ولا مقبولةً إلا إذا تبدَّل عملك من عملٍ سيِّئ إلى عملٍ صالح:
 لكن الآية الثانية وقف عندها العلماء في حيرة:
﴿ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)﴾
 هذه متاباً مصدر، أي يتوب توبةً، والمصدر يأتي لتأكيد فعله، وكلَّم الله موسى تكليماً، أكلت أكلاً، نجحت نجاحاً، فربنا عزَّ وجل يؤكد أنه:
﴿ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) ﴾
( سورة الفرقان)
 أي لن تكون توبتك صحيحةً ولا نصوحاً ولا مقبولةً إلا إذا تبدَّل عملك من عملٍ سيِّئ إلى عملٍ صالح، لو ادَّعيت أنك تائب هذه التوبة لا قيمة لها، علامة التوبة الصحيحة أن هناك تبدُّلاً جذرياً يطرأ على عملك، كانت أقوالك غير سديدة أصبحت سديدة، كان الكذب يفشو في حديثك فأصبح الصدق مكان الكذب، فإياك أن تظن أن توبتك نصوح، أو أن التوبة مقبولة، أو أن التوبة صحيحة ما لم يطرأ تبدلٌ جذريٌ على عملك، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) ﴾

 هذه هي التوبة الصحيحة المقبولة، هذا هو المعنى.

🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية

..

شرح أسماء الله الحسنى

📝 شرح أسماء الله الحسنى ~||

- العَفُوُّ، - الغَفُورُ، - الغَفَّارُ
قال اللَّه تعالى: {إِنَّ اللَّه لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}.
الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده، موصوفاً.
كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه.
وقد وعد بالمغفرة والعفو، لمن أتى بأسبابها، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}.
والعفوّ هو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب، ولا سيما إذا أتوا لما يسبب العفو عنهم من الاستغفار، والتوبة، والإيمان، والأعمال الصالحة فهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده
ويعفو عن السيئات، وهو عفوٌ يحب العفو ويحب من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب التي ينالون بها عفوه: من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه، ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع، غفر له جميع جرمه: صغيره، وكبيره، وأنه جعل الإسلام يجُبُّ ما قبله، والتوبة تجبُّ ما قبلها، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وفي الحديث «إن اللَّه يقول: «يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة»، وقال تعالى: {إنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ}، وقد فتح اللَّه - عز وجل - الأسباب لنيل مغفرته بالتوبة، والاستغفار، والإيمان،
والعمل الصالح، والإحسان إلى عباد اللَّه، والعفو عنهم، وقوة الطمع في فضل اللَّه، وحسن الظن باللَّه، وغير ذلك مما جعله اللَّه مُقرِّباً لمغفرته .(١)


📕 كتاب : "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"
سعيد بن علي بن وهب القحطاني

🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية

~ الـتــوبــــه ~

..

التوبة توجب للعبد من المقامات ..

http://instagram.com/p/mHggciQq3W/

🌷مجموعة هذه سبيلي الدعوية

..

شرح أسماء الله الحسـنى

📝 شرح أسماء الله الحسنى ~||

 - الْحَلِيمُ
قال اللَّه تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} .
الذي يَدِرُّ على خلقه، النعم الظاهرة والباطنة، مع معاصيهم وكثرة زلاَّتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين
بعصيانهم. ويستعتبهم كي يتوبوا، ويمهلهم كي ينيبوا.
وهو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق، والعصيان حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا، ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم؛ فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم كما قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} (وقال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}  (١)

📕 كتاب : "شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة"
سعيد بن علي بن وهب القحطاني

🌌 مجموعة هذه سبيلي الدعوية 

..

# قبسات _ تربويه ٥